السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عالم الفلك عالمٌ يجمع الخيال مع العلم، فالاكتشافات العلمية في مجاله تكاد تكون أقرب للخيال. ويا له من عالم عجيب بكل ما يحويه من نظريات وجزيئات وكليات، مميزون هم من يكشفون بعض أسرار هذا العلم.. فهم يكشفون جزء من أسرار الكون... !
فهل تنضم في جولة حول أسرار الكون؟؟
كان من أعظم أسرار الكون التي كُشف عن ستارها ذاك السّر المتعلق ببقاء النظام الشمسي متوازنا وبدون أي تغيرات مفاجئة تطرأ عليه. فكيف يا ترى كانت الأرض وباقي الكواكب تدور حول الشمس من دون أن تصطدم مع بعضها؟! أو ترحل بعيدا ؟! كان هذا أكثر سؤال محيّر بالنسبة للإنسان!! إلى أن كشف لنا العالم نيوتن أن هناك قوة غير مرئية أسماها الجاذبية تحافظ على هذا التوازن العجيب بين الكواكب، فكل *جرم سماوي يؤثر على الآخر بقوة جاذبية تحافظ على المسافة التي بينهما وتمنعهما من التصادم أو الرحيل بعيدا.
وتتوالى الاكتشافات.. وينكشف سر آخر ..تصوّر أن هناك أكثر من مجرد نظامنا الشمسي.. نعم. ليس فقط نظامنا الشمسي هو الموجود في الكون. بل حتى مجرتنا درب التبانة هي ليست الوحيدة أيضا. كان هذا من أغرب الاكتشافات التي توصل الإنسان إليها. فلطاما اعتقد الإنسان أن الكواكب هي تلك الموجودة فقط في نظامنا الشمسي وأنه هناك نجم وحيد فقط. لكن كانت الأعجوبة برصد كواكب أخرى خارج نظامنا، ورصد مجرات أخرى غير مجرتنا. ولم يتوقف العلم عند هذا..بل، تم التوصل إلى تصنيفات عدة للمجرات والكواكب والنجوم. فهناك النجوم الصغيرة والنجوم الشابة والنجوم الكبيرة، بل وهناك المجرات الحلزونية والمجرات الإهليجية والمجرات العدسية ..
بينما ما أثار العجب حقّا أن المسافة التي تفصل بين الكواكب والنجوم ليست فراغا كما كان يعتقد العلماء سابقا !! لا. بل هي مليئة بما أسماه العلماء المادة السوداء أو المادة المظلمة. هي مادة لم يحدد العلماء ما هيّتها ولا كيفيّتها إنما فقط توصّلوا إلى أنها موجودة وحسب! وهذا يعني أن الكون مليء بالمادة السوداء وأننا لا نرى الكون بأكمله إنما نرى فقط جزء منه - الجزء المرئي من الكون -، وأن الجزء الغير مرئي أكبر بكثير من الجزء المرئي منه!!
كان هذا من أعجب الاكتشافات العلمية.. وأكثرها غرابة،، فكيف يمكن لمادة أن تتواجد بهذه الكمية الهائلة ولا يكون لها أثر في شبكية أعيننا!!
بالمناسبة، المادة السوداء لا تظل سرّا .. !! فلم يتم الكشف عن جزئياتها بعد.. ولكن يا ترى متى ينكشف الستار عن سرّها؟؟ وهل من الممكن أن تظلّ سرا ؟؟
كوننا مليء بالأسرار ..التي تم الكشف عن بعضها، ولا يزال الكثير منها تحت السّتار .. ولكن فضول الإنسان يمنعه عن التوقف عن البحث عن مفاتيح أسرار هذا الكون.. فلأي درجة من الممكن أن يصل بك فضولك؟ ولأي درجة من الممكن أن يدفعك حماسك للانضمام إلى عالم الفلك وعالم الأسرار؟؟
* الجرم السماوي: هو أي جسم يتواجد في هذا الكون، سواء أكان كوكبا أم نجما أم نيزكا .. فكلّها يُطلق عليها جرم سماوي